يذكر الأستاذ المؤرخ الحبيب بن يونس أن المدينة كانت قبل الحقبة الرومانية من المدافن البونقية (انظر الحروب البونقية الثلاثة التي دارت رحاها بين البونقيين و الرومانيين في القرنين الثاني و الثالث). و كان بها عدد هائل من القبور البونقية غير أنّ مقاطع الحجارة قضت على جلها و مع حسن الحظ انه ما زالت توجد بعض هذه القبور البونقية فوق هضبة تذكرنا "بطاولة يوغرطة" في الغرب التونسي. أما حجارة الجبل فكانت تستعمل لبناء المنازل و القصور النائية كقصور الجم و حضرموت (Hadrumet) و توسدريس (Thysdrus) و غيرها.
و في الحقبة الرومانية كانت رجيش بلدة رومانية (faubourg romain) بين (Gummi) و (Sullectum). هذا و مع العلم انه وجدت فسيفساء متوسطة الحجم قرب البحر في قطعة ارض جهزت لبناء مقر للسكن و أخرى قرب نفس المكان و لكن لم تدوما طويلا. و بعد الحقبة الرومانية أتى دور الغزوات الإسلامية في القرن السابع هـ. حيث يؤكد الأستاذ محمد حسن في كتابه المدينة و البادية بافريقية في العصر الحفصي إن معركة عبد الكريم الرجراجي دارت رحاها في رجيش في ذلك العصر. و يعدها الأستاذ من حصون الشريط الساحلي في العهد الحفصي.
و في الحقبة الفاطمية نجد بعض الآثار، و هي "مسجد المصلي" أو "مسجد سيدنا إبراهيم" كما توردها الذاكرة الشعبية في الناحية الجنوبية من المقبرة. و قد تنبه الأستاذان الحبيب بن يونس و رياض مرابط إلى ذلك في التعداد العام للخريطة الوطنية للمواضع الأثرية و المعالم التاريخية.
كما كانت رجيش ملكا للإمبراطور الرومي، أصبحت وضعيتها العقارية ملكا للحاكم في العهد الإسلامي حيث كانت في العهد الأغلبي ملكا للأمراء الأغالبة ، ثم صارت أجنّة للأمراء الفاطميين بعد استيلاءهم على السلطة (م. الزبيدي، تحقيق مخطوط دار الكتب الوطنية التونسية، ص.450).
و بعد الاستقلال ، تطور المكون السكني للمدينة : نواة للمدينة القديمة و بناءات عصرية منتشرة على الشريط الساحلي يسكنها أبناء المدينة و غيرهم من أهالي المهدية و خاصـة من صفاقس، غير أن ما يسمى "بأملاك عزيزة عثمانة" حال دون التطور المنتظر للمدينة. ومما يجدر ذكره هو أنه في الستينات من القرن العشرين أحدث حي جديد في جنوب المدينة، بين رجيش و الحاجب، يدعى شعبيا "الملاجي" و هو ما يطلق عليه إداريا باسم "حي النهوض" و يسكنه حاليا عدد من أبناء رجيش و عائلات أخرى أتت من السواسي، و بو مرداس، و الجم باحثة عن العمل بالمهدية.
رجيش مدينة ساحلية تقع على الساحل الشرقي للبلاد التونسية , يحدها شمالا مدينة المهدية , جنوبا و غربا مدينة قصور الساف , و شرقا البحر الأبيض المتوسط . وهي متاخمة في الغرب لسبخة الليانة
المنطقة هي عبارة عن سهلين تفصلهما سلسلة هضاب جبلية غير مرتفعة و تنتمي إلى منطقة السباسب , وقد أقيمت رجيش فوق شريط من الربوات , و تعد تركيبتها الجيولوجية هامة جدا حيث إنها بنيت فوق جبل ذا تركيبة أديمهـا صخري يعـرف "بجبـل رجيـش" و كـانت قمـة الجبل هي مستوى البحـر و الآن يـوجد مستـوى البحر دون 20 م من مستـوى الجبـل
تشق البلدية الطريق المرقمة رقم 82 وهي تربط بينها و بين مدينة المهدية من الشمال و بين المناطق المجاورة من الغرب إنطلاقا من مدينة قصور الساف .
ملاحظة : مع تطور نسق النمو العمراني على حساب الأراضي الفلاحية بدأ القطاع الفلاحي يفقد أهميته مما خلق عدة نشاطات أخرى صناعية ، حرفية وخدماتية وبذلك ارتفعت نسبة النمو الاقتصادي وهذا له دور أساسي في النهوض بالاستثمار وخلق مواطن للشغل.